تلك الصورة التي تأتي في ذهنك عند رؤية طلاب البكالوريا كالقطيع متزاحمين و يبذلون قصارى جهدهم بنية نيل الشهادة … شهادة العمر كما يسمونها … لأنها ستحدد مصيرهم كما يضنون … و قد بدؤوا الدراسة حتى قبل بداية الموسم الدراسي .. كأنهم متعطشين لها بعد ما مرت عليهم حرارة صيف افحمهم جهلا … بل و ينفقون الأموال على الدروس الخصوصية التي يستغلون غباءهم بها… يدفعون الأموال فقط ليشعروا انهم يبذلون جهدا … ليشعروا انهم منسجمين كالجميع مع انهم لا يفقهون منها شيئا .. فقط ليقنع نفسه انه يدرس , هذا ان لم يكن يقنع والديه و المحيطين به … و كأن من يبذل جهدا اكثر ينال علامة اكبر … هذا لأن من ينال اكبر العلامات يعتبر مثقفا و قد تعب كثيرا لنيلها .. نعم هذا صحيح لأنه ارهق عقله اياما و ليالي لحفظ تلك الكتب التي اجبروه ان يقتنيها اول العام الدراسي … لينتهي وجود كل ما حفظه بنهاية الامتحان … يا لها من ثقافة نعتز بها .
تلك الصورة التي تأتيك بعد ما مررت بكل هذا … وقد ضاعت سنواتك في الجامعة هباءا… و قد رأيت نهاية كل هذا و ادركت انها مجرد بولشيت لا غير ..
نعم تلك الصورة …
هذه هي رِؤيتي للعالم .